Saba Almubaslat
التّوقّف عنِ الانْتِظَار
Updated: Sep 18, 2022
يَهْرَم منْ ينتظِرُون! إن أنت توقٌفْت عن الحياة رابطاً أَنْفاسك بِمَن تنْتَظِر لِتُعَاوِد العيش، ستجدُ نَفْسكَ تَشِيب بقَدْر ثواني الانتظار… أنت ستَهْرمُ كُل لحظةٍ دهراً… ستَهْرمُ وأنت تستجدي الوقت ألٌا يمضي، فلا يضيع مِنك بعض العمر أو كله قبل أن يَحْضر من تنتظر، لتعيش! لا الحياة تتوقّف ولا الزّمان يبطئ الجَرْي، ولا من ننْتَظرهم هُم مثلنا ينتظرون…
بينما يعيشون هُم، تبقى وحدك تأمل أن يَبْقى لديهم فُتَاتَ وقتٍ يتصَدّقون به عليك. وعندما يحضرون، إن حَضَروا، هم فقط يأتُونَك ليلتقِطوا أنفاسهم مِن كلّ ما يعيشون من حياة… وما أن يلملموا تلك الأنفاس حتى يرحلوا تاركينك في زاوية الانتظار الطويل ليعاودوا الحياة..
يا صاحبي لا تنتظر، فمن لا يحضرون إليك وبين أيديهم كل الوقت، لن يَقْضُوا معَك مِنَ الزمن بقَدْر وامتداد ما انتَظَرْت. إنْ لَم تكن أنتَ كل الوقت، فلا تُوهِم نفسكَ أنّ التّصَدّق عليك بما سقَطَ مِن بقايا أيامهم ومن قليل ما التقطوا من الأنفاس بين الركض والركض، سيُعْطِيك حياة أو سيروي ظَمَأ انتظارك…
لا تنتظِر، فالوقت لا يُشْفِق على من فيه لا يَتَوَحّدون ومعه لا يَمْضُون…
