top of page
Search
  • Writer's pictureSaba Almubaslat

الدوران باتجاهين...


يعتريني شعور بالتعب... وكأني كنت أركض كل العمر وفجأة توقفت... كأني كنت أركض هربا من الذات والمرايا وعيون من يرون ما وراء القناع... فجأة توقفت! أو تمّ إيقافي... مرآة ظهرت لي في طريق لم أدر لما سلكته .. مرآة وعينين رأتاني كما أنا أو رأيت نفسي فيهما فما استطعت الهروب! إن كنت لأَصدُق مع نفسي، فيمكنني القول أنّي حاولت الهروب... إنكار تلك العينين.. تذكير الذات بكثير من الأسباب لإقناعها من الانفلات والعودة للهرب... مرّت ليال كثيرة كنت أقضيها أذكّر نفسي لما عليّ الانفلات من تلك العينين والاستمرار في الركض... حاولت أن أقنع ذاتي بكل ما حفظته من حجج تجعل التصديق بالصدق مستحيل... لكنني بقيت واقفة أناظر نفسي فيهما وأناظرهما مصدقة لما أرى...

أشعر وكأنني أخلع عني جلدي وعنادي ورفضي للحياة طبقة طبقة... وكأني أعكس آثارا تراكمت فوق روحي وكاهلي لسنين طالت... أَلَمٌ ما بعده ألم هو ما أشعره، وكأني أخرج من وراء أسوار الذات وأسبح عكس كل الاتجاهات التي تعودت المشي فيها... أحس أحيانا وكأنني دوامة تدور باتجاهين متعاكسين بقوة لا متناهية وشيء في داخلي يتمزق بين الاتجاهين... عندما يطول الليل وتعجز ذراعي عن تطويقي علّي أهدأ، لا أجد إلا بقايا صورتك وتلك العينين تنظران إلى داخل الروح وتأمراني بأن أبقي عيني مركزتان عليهما وأنا في حالة الدوران غير الإرادي حتى لا أسقط تعبا... أو أموت تمزقا وتنازعا مع الوجود ما قبلهما والوجود ما بعدهما...

لا أريد أن أسقط قبل عبور خط النهاية... أرى وراء ذاك الخط حياة... أم هو وهم؟ لا أدري! أريد أن أؤمن أن وراء خط النهاية حياة... أخاف أن أصل إليه وقد أضناني التعب فلا أجد إلا سراب... لكنّي وإن حاولت التوقف ما استطعت... وإن كان ما في الأفق سراب، فليكن. لو لم يكن في باقي الخطى إلا سراب ووهم متخيّل، فسأُبقي المسير... فَعَيشُ وَهمٍ بصدق قبل النهايات لَهُوَ أجمل ألف ألف مرّة من البقاء على قيد الخوف غير المعلن والانكسار المقنّع بزيف القوة...

إذا سقطتُ أرضا... لَملِم ما تبقّى... وضعه جانبا... فبقاؤك أهم من نجاتي!





102 views0 comments

Recent Posts

See All
Post: Blog2_Post
bottom of page