Saba Almubaslat
اللعبة دائمة المشارفة على الانتهاء
Updated: Jan 10
الحياة كما القفز على حبال مشدودة والتناوب بينها وعليها... تكاد تنسى أن تتنفس خوفا من أن يشغلك حبك للحياة من البقاء حياً. تحاول بكل ما أوتيت أن تبقي تركيزك على موطئ أصابع القدم وهي تمشي ذاك الحبل الرفيع المشدود... تمسك بتلابيب الأيام وأنت تُدفع جبرا لا خيارا من حبل إلى آخر. يصبح القفز هو المتوقع فتتقن فن التوازن المتوتر ويمسي توتر الحبال موسيقاك... تمضي باختيارك أحيانا ،أومدفوعا بالتضحية أو الحب أو العطاء أو حتى القهر والاكراه أحيانا أخرى... تمضي لا تتوقف لأنك توقن أن في التوقف نهاية.. وفي التنفس نهاية... وفي التمهل نهاية...!
تمضي بكل حذر لا فكرة تشغلك إلا البقاء في اللعبة. لكن اللعبة تناظرك في العينين وأنت تلعبها... تقول لك أنّا لك مني؟ أنّا لك وأنت تلعب وفق شروطي؟ أنّا لك إن كانت نهايتك هو عين ما تحيا وأنت تتجنب؟ عبثا تحاول... لا فرار... لا مهرب!
فقط من هم جديرون بهزم اللعبة يستطيعون أن يجالسوا الحبل المشدود... هم فقط من يعوون أن اللعبة وبالرغم من سحرها ما هي إلا وقت مستقطع يسبق النهاية... هؤلاء يتوقفون عن القفز... يتنفسون ملأ الصدر وبقايا الوقت... يسدلون ما تيسر من بقايا العمر فراشا على حافة الحبل المشدود فيتمددون ويتمطؤون... يأخذ الحاسمون منهم قرارا بأن يعيشوا ثوان يختارونها عوضا عن أن تعيشهم الحياة حد الموت قبل أن تلفظهم. وفي هنيهات التمهل والتنفس ، يمكن لهؤلاء فقط أن يعيشوا حياة كاملة قبل السقوط الحر... قبل المغادرة...
المحزن المفرح في هذه اللعبة أنها دائما مشرفة على الانتهاء... قد يكون الآن هو كل ما يوجد... فهلّا تمهلت؟
