Saba Almubaslat
تكبر أكثر... تصغر أكثر
Updated: Jul 4, 2022
تلك المراوحة الهادئة وكأنها رفيقة الهمس... خطوات من خفة لمسها للأرض تشعر وكأنها تمشي على الهواء... أنفاس عميقة ولكن بطيئة... تستشعر برودة الهواء وهو يشق طريقه خيطا رفيعا من كل ما هو حولك لكل ما بجوفك... همس همس ومزيد من همس... عيناك ترقب الحياة تمشي على درب الزمن من حولك... لا توقف.. لا تململ... الكون جلّه يدفع الحياة قدما... وأنت تتمهل... تحاول أن تجعل بينك وبين الآتي مسافة دقائق... ليس لسبب إلا لأنك تريد أن ترى الحياة بحب... ووجوه الناس بحب... ووقع أقدامهم بحنو... وركوع أوراق شجر الخريف وهي تهبط إلى منتهاها بخشوع...
تريد أن تشهد تسلل الغيم ليحتضن المكان، أو تسلل خيوط النور من شمس بردت لتضيء ذات المكان! رقصة عجائبية... تحدث أمامك وأنت تؤخر الخطى بضع دقائق... تحاول بكل ما امتلكت من هدوء أن تبطئ الخطو على امتداد الزمن... تريد أن تبقي على الثانية أطول من عمرها لتشهد ما يلده تعاقب الثواني في المكان... تبطء... تبطء... تبطء أكثر... وتتنفس... لا يفصلك عما يحصل من الوقت أمامك إلا خطاوٍ زهيدة... ونفس حنون... وبضع أوراق خريف...
تبطء تمسك بالثانية تحضنها عل دفء هدوئك يوحي لها أن تبقى أطول قليلا من عمرها... تتلفت حولك... تتلمس في ملامح المارة ملامح من تبحث عنه... وفي شقوق السور حيث تتكئ ما مر ومن مر من هنا... وفي قطرات المطر العالقة على حنايا العمر صور وخيالات لمن مرّوا ولم يمكثوا طويلا...
تتوقف... تصمت... تجلس على الأرض مقتربا حد التوحد لحيث باتت ترقد أوراق الخريف... تصمت... تصمت... تصبح أنت الخيالات على قطرات المطر... تراك في شقوق السور حيث تتكئ وبعض من ملامحك تتراقص في عيون مارة نسوا أن يبطؤا المسير وفقدوا القدرة على البحث!
تحنو عليك تلك الثانية التي تحضن.... فتمتد لتسعك... تمتد على قدر آهك ووجعك... تحضنك هي... فتصبح أنت الزمن والزمن أنت ولا يعود من داع للوجود... فما الوجود إن كنت أنت هو؟!
