بعضنا ملء فراغ! يتواجدون فقط إذا ما تيسّر من الوقت شيء… هم لا يحتلّون من يقظة الآخر إلّا بقدْر ما زاد من مساحات اليقظة والحلم عن حاجة أي شيء وكل شيء. بعضنا حشو يُسَكّن الملل. يأتون كَفِكْرةٍ تابعةٍ، أو كخاطرةٍ مارقة على الوجود… هم ليسوا حبكة القصة… ليسوا بداية أو خاتمة أو حتى غاية لرواية… هم مايضاف من ملحٍ أو سكر ليمُدّ في عمر النص لا أكثر… هم يُضافون حتّى تستمرّ الرواية الأساسية بسرْد ذاتها عندما لا يبقى فيها مايُغري الكاتب على الاستمرار في السّرد ورسم الخط.
إن استطعت أن تقرأ النصّ دون أن تُضاف إليه، فلتعلم أنّك لست إلّا ملء فراغ. إن كان هذا هو حالك فما عليك إلّا أن تنتظر حتّى تتساقط من بين السطور… أو علّك تَمَلّ تَسْكين مَلَل الآخرين، فتتسلّل طوعا وبصمتٍ إلى الهوامش… إلى حوافّ الكتاب و خارج دَفّتيه… تبقى كلمات متناثرة تحملها رياح العبث خارج حدود الإضافة المُبْتَذلَة، إلى أن تتحلل حروفا غير منظومة، فلا تروي شيئاً إلّا وجودك المضاف إلى مؤقّت الحياة… من يدري؟! قد يلتقطك نصّ فارغ من المعنى، ليعيد نَظْمَك نصّاًبذاتك!
