top of page
Search
  • Writer's pictureSaba Almubaslat

نعي جماعي بسبب ضيق الوقت

Updated: Jan 16

أنعى لكم خبر وفاة ضمائركم وحرّيّاتكم و أصواتكم... أنعى سقوط الإنسانية لأسفل دركٍ تحت رنين كلماتكم و خطاباتكم ومؤتمراتكم... أنعاكم لِما تبقّى من بالي أجسادكم. لا مواثيق ولا مجالس ولا معاهدات تكفي لستر عوراتكم... لقد فنيتم جميعكم وبقيت وحدها غزّة على قيد الحرية.


قولي لهم يا غزّة هاشم كيف تبقى الكرامة على قيد الحياة. علّميهم كيف يلد البارود و الورد حباً للبقاء. علّميهم كيف أن الطريق للحريّة يمرّ فوق درب النّار... سطّري بجدائل الحرائر فيك خارطة طريق نحو النّور. بلّلي جفاف أرواحهم بموج بحرك الهادئ رغم الضّرب والقصف والقتل.


إذهبوا إلى قبور ما تسمونه أوطاناً، فهناك من لا يحتاجون لكثير من مساحة ليتمدّدوا فيمسوا أكبر من الأرض وما فوقها وتحتها. في غزّة يغادر الموتى قبورهم ليلاً ليزرعوا في الأزقّة أحلاماً بشمس لا تغيب، وأطفالاً سيولدون أبطالاً، و إصراراً على البقاء، بينما بقيّة الأرض مدفونة في قصورٍ من ذل. لا تتكلّموا عنهم... لا تدّعوا الوقوف إلى جانبهم... إيّاكم ومحاولة الاغتسال بتراب الأرض من تحت أقدام صغارهم، لتمسحوا عاركم. ليس الشّرف للجميع... ليس الحبّ للجميع... هو فقط لحرٍّ قضى وهو يحاول العيش، فتخلّد للأبد...


صغارهم سيخرجون من بين عيونكم وجفونكم، كلّما خلدتم إلى النّوم، ليذكّروكم بعاركم. نساءهم سينظرون إليكم من عليائهم ليذكّروكم بفحولة فقدتموها على أعتاب أسيادكم. ورجالهم سيأتون إليكم ليُحصوا خطاياكم.


لا رحمة لما فقدتم من بقايا تظاهرٍ بالكرامة...


المجد والخلود للباقين رغم القهر أحراراً في زمن شحّت فيه الإنسانية وتوارت خجلاً من ضيق الأرض فما وجدت من مكان للتنفّس إلّا تراب غزّة!



43 views0 comments

Recent Posts

See All
Post: Blog2_Post
bottom of page