top of page
Search
  • Writer's pictureSaba Almubaslat

ولقد خلوت فاحترقت فولدت

Updated: Oct 23, 2022

كما ذاك الخيط الرفيع الذي تراه في أفق لا تلمسه! كما ولادة الشمس من فؤاد الليل حين يفارقه حب عتمته ويبدأ بالذبول رويدا رويدا حتى لا يعود يكون... هكذا بعض الشعور يولد في العتمة... يستمر ليلة.... وأي ليله! يبدأ باستحياء حيث حمرة الغسق تداعب محيا السماء، ثم يتمرد حب الليل على عذرية الغسق وحمرته ، فيتحرر الليل من حياء الكينونه ويبسط جلال عتمته لتعم المكان، معلنة أن الوقت قد حان للبدر أن ينيط اللثام عن وجهه وللنجوم أن تتراقص ببهي أنوارها في رحابات السماء.... يدور النور كما تنانير دروايش في جلسة تجلي.... تدور تدور تتلامس الأنوار لكن لا يطغى أحدها على الآخر... تدور تدور تشكل هالة تمنح البدر تاجا من حلم ويزهو البدر يبدو أكبر أقوى أكثر إبهارا... لكن!


ذاكرة الليل عن البدر قصيرة يا ملهمي! هو ينسى أو يتناسى أن بهاءه لا يعيش إلا ليلة... أن بدره يقضي من عمره ليلة واحدة يتباهى بكماله فلا قبل هذه الليلة هو كامل ولا بعدها هو كامل.... يتزايد من ناقص حتى يكتمل فيعود لينقص بكمال وينقص وينقص... يذبل... كما الأنفاس في قلب متعب هائم حتى يحال هلالا نحيلا رقيقا تكاد عتمة الليل تحن عليه من قسوتها... تشفق على وهنه... وتمسي أنوار النجوم أكثر قوة وكأنها تريد أن تهب هذا الواهن من نارها روحا ليبقى على قيد الحياة... ولكن السيف قد سبق العذل... وهن القمر... تهاوى الشعور غبار سحرية تنفثها زفرات الليل وذوبان هلاله النحيل خلف أنوار النجوم وحقيقة الحلم وآهات النشوة...ومن بعد ذاك يأتي الأفول!

وجودها هي الإنسية كما البدر مؤقت أيضا... وشعورها بكمالها لا يدوم إلا مسافة حلم... ينتهي الحلم فتعود تتناقص من جديد حتى لا تعود تكون!



40 views1 comment

Recent Posts

See All
Post: Blog2_Post
bottom of page